المشاركات

عرض المشاركات من أبريل, 2017

ناصع متسخٌ رغم نظافته

        أحكي لكم قصة صديقنا ناصع الذي أصابه مرض الهوس بالنظافة و اشتهر بعداوته للوسخ ، يعظم اللباقة و اللبقين، يغسل يديه بعد كل مصافحة أو لمسه لمقبض الباب، ينتقي أغلى المعقمات و المطهرات لمنزله ، ممتلكاته دائمة النظافة، سيارته يغسلها بعد كل غيث و غبار. و يدفع جل ماله في سبيل النظافة.        رغم كل هذه الإجراءات التي يتخذها ليبدو نظيفا إلا أنه يشعر بأنه لا يزال متسخا!. هذا الشعور سبب له انعدام الثقة بالنفس، و الإنطوائية، علاقته بالناس بدأت تسوء . لم يستسلم،، دفع كل ما في جيبه لأشهر الأطباء ا لنفسيين ليخلصوه من أزمته. لم يعرف حل علته سوى كهلٍ يعالج بالكي، ناصع ذهب إليه،،و حين رأه الكهل استقامه وقال :علاجك يا ولدي في يدك، أدعك قلبك جيدا تحت مزاريب المطر!.      يقول نبينا صلى الله عليه وآله وسلم: "ألا إن في الجسد مضغة إذا صَلُحت صَلُح الجسد كله..." الذين يتيمزون برثاءة الثياب و سلامة القلب هم أنظف من نظيفي الثياب متسخي القلوب". المظهر لم يكن يوما عاملا في علاقتك مع الناس، حتى الذين يقدسون المظا...

غانم و جماعته*

إنها التاسعة من مساء يومٍ باردٍ، الريح فيه سيدة المكان، يحاول غانم سد كل فتحات النوافذ والباب حتى ينعم بنوم هادئ خالٍ من قرصات الزمهرير وقرعات الريح، ولكن الريح لا تهدأ.. توسد يده مؤمناً بهزيمة الرياح، صابراً يحاول النوم.. أطفأ قنديله ونام. في كل ليلة يحلم، ولكن هذه المرة طَرْق الباب يقطع مشاهد الحلم. فز من نومه.. أشعل القنديل، اتجه نحو الباب يحث السير.. فتح جزءاً بسيطاً من الباب ليرى طارق خيرٍ أم طارق شر.. رفع القنديل للأعلى قليلاً ليرى ملامح وجه الطارق.. رأى وفزع ثم أغلق الباب بسرعة وقال سائلاً: لمن هذه الملامح الكالحة؟! وتلك الرائحة التي بها، مِمن؟! قالت بصوت هادئ وحزين: أعرفتني؟! قال وبكامل الخوف والدهشة: لست أدري من أنتِ؟! ولكن كأن الزمان جمعنا ذات يوم؟! قالت: ذات يوم؟! منذ أن ولدتَ وأنا معك، كنت مرجعك إن نسيت، وأرقك إن بُليت، وحبك الصادق، وعيشك الزاهد. والآن نسيتني. قال مشحوباً...