المشاركات

عرض المشاركات من 2018

*مقهى الأحياء تحت الأرض

       تجربة جديدة أن أحمل زادي وكتبي وأتوجه للمقبرة، أستكشف أشياء جديدة، سأسمع لغاتٍ غير لغات أهل الأرض، قصصاً وأساطير حصلت داخل سياج المقبرة، لا أحد يعلم تفاصيلها إلا سكان المقابر! وموقنٌ تماماً أن الموتى يحسون بخطواتنا وأحوالنا. وأرفض تماماً أن تُسمى (مقبرة) أو (مجنة)؛ أسميه: مقهى الأحياء تحت الأرض!        احترت لأي مقهى من مقاهي الأحياء تحت الأرض أذهب؟! ولا أدري هل هناك شروط ومتطلبات للدخول؟! الأمر الذي متأكد من عدم وجوده في قائمة شروط المقهى هو خلوها من الواسطة! أصلاً من يريد أن يدخلها؟! ومن سيمنعه؟! حتى (الذين يريدون الانتحار هم في الأصل يريدون قتل شيء ما بداخلهم لا قتل حياتهم!).        كل المقاهي تتشابه، سكانها عُراة لكنهم أعفّ ممن فوق الأرض! حتى الذين كانوا يدخنون بشراهة لا أراهم يدخنون! أحاديثهم عن أنفسهم فقط، كلهم يروون طريقة موتهم! حيث كل الطرق على هذه الحياة تؤدي للموت، لكن طريقة انفصال الروح من الجسد ورقيها للسماء مختلفة! هكذا استنتجت عندما أصغيت لسكون المقبرة!.  ...

في موت الأشباه*

صورة
عندما كنت طفلًا كان الموت في ذهني أشبه بموت صغير يكبر و ينعتق من أحضان الميت كطفلٍ فُطِم , فيعود لنا الميت حيا, نتشارك معه الضحكات, و نتقاسم تفاصيل الحياة معه, كانت صورة ذهنية توحي بأن الموت هو راية سلامٍ تغرس في قلب الميت لترفرف ذكراه في أذهاننا كلما هبت رياح الشوق , أمر بسيط جدا أن يموت شخصٌ ما , أمر بسيط أن تقبر معه الحياة كلها, أمر تافه للغاية أن نبكي على الأموات!. ربما استبسطت كل ذاك عن الموت , في الحقيقة لم نكن نسميه موتا, كانت طفولتنا تسميه غياب!, وحين نسأل الكبار :أين ذلك الشخص؟!,, يقولون صعد للسماء, أو يجزمون بأنه مرتاح في قبره وأنه في عليين! وما أدرى الطفل عن عليين؟!.ربما هي أعلى قمة في جبال القرية, أو أعلى بنيان يسكنه الأموات ثم يعودون... لن يرضى الموت بهذه الصور الذهنية عنه في داخل الطفل!, أتخذ كل أساليب الحياة ليغير صورته النمطية, ولا أدري كيف فعل ذلك ؟!,, هل وقع عقد اتفاقية مع الحياة التي هو نقيضها, أم أصبحت الحياة شديدة فتماثلتْ مع الموت؟, لست أدري, كل ما أعرفه أن الموت استطاع أن يلوي معصم ذهني؛ لأخافه!. لقد فعلها!.جعل الحياة تلقنني مفاهيم جديدة عن الموت, وتر...

مرجيحة في الذاكرة*

       تلك المرجيحه التي ركبت و انتهرني أبي معللا باختصاصها للصغار، كانت تصنع ذكريات. أبي لا يعلم بأن روائح الذاكرة تتعلق في مسميات الأشياء التي كنا نشاهدها وتبقى فيها وتذكرنا بطفولتنا كلما مررنا بشواهدها و ألفاظها!.          حين كنت طفلا كنت أتمرجح على وسادة معلقة على غصن كينة في فناء جارنا، وكنا نتناوب عليها أنا و أصدقاء الطفولة... ! ذات مرة اختلفنا من لعب أكثر!، و اتفقنا أن أنا أكثر و هم أكثر!!. لكن الطفولة تأبى التعادل. فانفعلت و رمتني بكباب الطين، فصفعتُها على خدها الأيمن!...لم أكُ أطيق نشوة الانتصار أن تغادرني فهربت بها حين ملكتها!.استقبلتني أمي عند مدخل بيتنا وقد نُبِّئَت بما جرى!، لامتني و وبختني فحسب!. لم تحبذ أن تجرحني أكثر لعلمها أن باليوم التالي سأذهب للجيران وكأن شيئا لم يكن!.         في اليوم التالي، عدت لكينتنا و لكن لم أجد «المرجيحة «سألتها و قالت: انقطعت!، و هنا تأبى الطفولة أن تتقبل الأمر!، تسللنا لغرفة أمها و استرقنا عكيفها لنربط به «المرجيحة»، ل...