نزهة مع حس شاعر
الإنسان بطبيعته يبحث
عن الترفيه و الابتعاد عن طور القيود العملية أو التعليمية مثلي
خاصة بعد خمس أيام من
التعلُم, و ينتظر عطلة نهاية الأسبوع حتى يجدد نشاطه
المهم..
أن صاحبكم في هذه الإجازة كان على موعد لم يُرتَب له ,كان مفاجئا
لقد قرر أخي-سعيد- أن يذهب
إلى مكان مليء بالهدوء تغطيه النباتات العطرية و أعشاب يراقصها النسيم كشَعر غجري!
..حيث توجهنا إلى وادي به مبتغاه يُسمى"تربة زهران"
إنه وادي تحتضنه
الجبال,,متزينة بالجمال,كل شيء يقطن تلك القرية يحدثني عن قصته و قصة من حوله,منذ
أن كان ضوء القروي فتيلا!.
في ذلك الوادي لا تجد
فيه بيتا إلا وحوله جرافة"حراثة"تحرث لهم الأرض خاصة عقب الغيث,لكن
ينتابني حزن و انكسار عندما أنظر في بيت من تلك البيوت لا يملك تلك الآلة..ليس
لأنهم لا يملكونها ..لا!!..لكن هذه دلالة عدم امتلاكهم لأرض يحرثونها,,ربما أكون مخطئ
في ذلك..
طلينا من أعالي
الجبال و تحتنا الوادي بقلبه جدول جاري تزينه لمعات أشعة الشمس المائلة!!
الأشجار كثيرة و
النباتات كثيفة..لا نرى البشر..لكن نسمع أصواتهم و نرى دخان نارهم ترتقي
للسماء,,شباب,عوائل وأطفال
نزلنا من
سيارتنا و أنزلنا أدوات رحلتنا,,و كل
مشغول بمهمته
أخي سعيد.. ذهب مع
"كامرته" ليوثق الأحداث ويصور
ما راق له..يستغل هذا المنظر لخدمة عمله الصحافي.
أما أخي أحمد حبذ أن
يعمل الشاي على النار و يتمنى لو كان معنى
ذرة نقلبها على جمر الغضى!!
و أنا!!
فقد انشغلت بكتابة ما
أراه و ما أحس به كون هذا الهدوء و هذا الجمال حركا مشاعري و أيقضا أديبا صغيرا في
داخلي.
لم يكن حولنا نساء
...كلهم ذكور
فخطر ببالي بيت شعر:
تمنيت أن أخلو
بشاعرة
عذرية تهدي الروح إذ حارا
أمامنا جدول وبعده
أشجار تحوي شباب يبدون في قمة الفرحة والأنس..شعرت ذلك من أصواتهم المرتفعة..
والمزعجة قليلا عندما يصيب أحدهم الهدف ببندقيته!.
تمنيت بذلك الوقت أن
يكون معنا أناسا مخلصون لم نرهم منذ زمن يشاركوننا احتساء الشاي و تشرب أعينهم من
جمال الطبيعة.
كلما أزفت الشمس من
رؤوس الجبال الغربية ازداد نقيق الضفادع و تغاريد العصافير
فتذكرت ابن زيدون
عندما تغزل في ولّادة :
إنّي ذكرْتُكِ، بالزّهراء، مشتاقا،...والأفقُ طلقٌ ومرْأى
الأرض قد راقَا
وَللنّسيمِ اعْتِلالٌ، في أصائِلِهِ،...كأنهُ رَقّ لي، فاعْتَلّ إشْفَاقَا
والرّوضُ، عن مائِه الفضّيّ، مبتسمٌ،...كما شقَقتَ، عنِ اللَّبّاتِ، أطواقَا
يَوْمٌ، كأيّامِ لَذّاتٍ لَنَا انصرَمتْ،...بتْنَا لها، حينَ نامَ الدّهرُ، سرّاقَا
نلهُو بما يستميلُ العينَ من زهرٍ...جالَ النّدَى فيهِ، حتى مالَ أعناقَا
كَأنّ أعْيُنَهُ، إذْ عايَنَتْ أرَقى ،...بَكَتْ لِما بي، فجالَ الدّمعُ رَقَرَاقَا
وَللنّسيمِ اعْتِلالٌ، في أصائِلِهِ،...كأنهُ رَقّ لي، فاعْتَلّ إشْفَاقَا
والرّوضُ، عن مائِه الفضّيّ، مبتسمٌ،...كما شقَقتَ، عنِ اللَّبّاتِ، أطواقَا
يَوْمٌ، كأيّامِ لَذّاتٍ لَنَا انصرَمتْ،...بتْنَا لها، حينَ نامَ الدّهرُ، سرّاقَا
نلهُو بما يستميلُ العينَ من زهرٍ...جالَ النّدَى فيهِ، حتى مالَ أعناقَا
كَأنّ أعْيُنَهُ، إذْ عايَنَتْ أرَقى ،...بَكَتْ لِما بي، فجالَ الدّمعُ رَقَرَاقَا
حقيقة لامست فيه حسه
الشاعري اتجاه محبوبته ,لم أمس فقط حسه بل لامست الكثير من الشعراء مثل –نزار قباني- -محمود درويش- أما
امرؤ القيس فلم أحس به ولن أحس به ولا أحد سيحس بمشاعره التي وصلت حد الجنون! ...
و المغنين مثل –فيروز- -طلال مداح-...
صوت الأطفال و
ضحكاتهم عند حافة الجدول و هم يداعبون الدغاليب حيث "يعكرون مواعيد
الهنا"يشاركنا الطرب و الأنس.
لم تكُ رحلة ماتعة
للنظر فحسب بل كانت رحلة التقيت بها أحاسيس و مشاعر الأدباء والشعراء و المغنين..
ما الآن فدعني
أستمتع بالنظر و أكف عن ما تقرأه أنت الآن...حتى استمتع بوقتي..فأنا أكتبها من قلب
الحدث..
صورتي و انا اكتب لك ما قرأت!!
صور متنوعة من الوادي..!!
تعليقات
إرسال تعليق