قراءات في "باي باي لندن" لـغازي القصيبي
بسم الله الرحمن الرحيم
القصيبي, غازي
عبدالرحمن القصيبي
باي باي لندن./ غازي
عبدالرحمن القصيبي طـ3-الرياض-1432 شركة العبيكان للطباعة والنشر.
غازي القصيبي غني عن
التعريف...كنت كثيرا ما أسمع به و كثيرا ما ينتابني الشغف لقراءة ما يكتبه, كنت
أود أن أكتشفه عن كثب من خلال ما يكتب. و الآن وقع في يدي كاتب من كتبه و هو "باي باي لندن"..من
خلال ما قرأته في هذا الكتاب زادني شغفا لأقرأ
له المزيد, يذهلني في أطروحاته و في أفكاره بل حتى بقصائده, لست بصدد ذكر ما كتب
نقديا أو إظهار رأي مغاير لما ورد, فلست أنا ناقد, و كيف لي بذلك , و القصيبي هرم
و أنافي ريعان فتوتي الكتابية و المعرفية, ما أود ذكره هو ما شدني من جمل و أفكار
أوردها القصيبي في كتابه و من ثم تحليل سردياته للموضوع و البحث في جوانبه و
أسلوبه النقدي و الحل في قضية ما.
مجمل كتاب القصيبي"باي
باي لندن" يحتوي فيه مقالات و محاضرات و شعرا و رسالة. و كأن القصيبي يريد
لكتابه أن يكون متنوع في الأسلوب الذي استخدمه مما يدعونا لأن نستكشف براعته في كل
أسلوب أي في المقالة أو في المحاضرات أو حتى في الشعر.
بدأ القصيبي في كتابه
بمقالة "باي
باي لندن" جمع فيها كل مشاعر النبل للأرض التي سكنها ليبوح بها عند وداعه لها
معترفا بمعروفها و شاكرا لصنيعها حيث كانت ملهمته
و محركة لقلمه.حيث أول رواية خرجت من القصيبي كانت في لندن ..أيضا بعضا من
أحفاده الذين ولدوا بمدينة
الضباب. هي مليئة بمشاعر الحب الصادق, مع وصف كامل للمدينة و وصف حضارتها و طبيعتها
, بإمكاني القول ما أمضاه من سنين في لندن
يظهر انطباعه عنها في هذه المقالة.
استوقفتني جملة قالها
"إذا نبغ إنسان في لندن عرفت الدنيا كلها بنبوغه, و لكن متى ينبغ أحد في
لندن؟ بين آلاف المعارض التي تعج بعشرات الآلاف من اللوحات الفنية الرائعة,كيف
يمكن أن تظهر موهبة شابة؟بين آلاف المحاضرات التي تُلقى كل ساعة في قلب العاصمة
وحدها,..."
بعد قراءتي لهذه العبارة تولدت لدي فكرة أو منظور أو رأي و ربما تكون
قناعة أو مبدأ و هي *ليس شرطا أن تتميز من
بين مبدعين..فقد يكون التميز طريقا سهلة وذلك بأن تذهب لبيئة غير مبدعة ,عندها
ستتميز بأتفه الأشياء*
"ثقافة
الثقافة"..محاضرة
ألقاها في الملتقى الأول للمثقفين السعوديين 2004مـ. كانت بداية محاضرة تنويها
بأهمية الثقافة و دورها في تنوير
المجتمع والارتقاء به بل بالأمة ..ثم بعد
ذلك ركز الحديث حول التنمية الثقافية و دور المثقف فيها و ما المقصود بالتنمية
الثقافية و ما هو دور المثقف , ثم بعد ذلك بدأ في شرح و تفصيل للحالة المجتمعية اتجاه
الثقافة وكيف تعامل معها, و أوضح بأن هناك "مثقفَيَن: أحدهما دفع مجتمعه
إلى الأمام و آخر هاجسه جر مجتمعه للوراء". و كأني أستشعر من تقسيم
القصيبي للمثقفين بأن مصطلح الثقافة إما
مفهوم مغلوط حيث يرى البعض بأن الثقافة خطرة و لا بد من عرقلة التنوير الثقافي و
صرف المجتمع عنها كما يزعم بعض المثقفين و آخر يرى بأنه ضرورة للتنمية الفكرية و
المجتمعية و التطويرية ولا غنى عنها.
ثم بعد ذلك أورد
مواقف المثقفين من أرائهم و كيفية التعامل مع ما يؤمنون به من مبادئ و كيفية
تطبيقها على حياتهم فقال"لست بحاجة إلى أن يذكرني أحد بمثقف استشهادي يفضل
الموت على تغيير موقفه, و مثقف شجاع فشلت كل الضغوط في تدجينه, و مثقف نبيل لم
تفسده السلطة.."
عندما ذكر هذه
الأصناف لم يذكرها باسمها الواقعي أو المصطلح المطلق على هذه الأصناف و المتداولة
عند المجتمع.. و أخالك أيها القارئ بأنك تتفهم و تعلم ما يقصده القصيبي إن كنت مطلع على الساحة الثقافية و مُلم بمجمل
الأحداث الثقافية والفكرية.. و بما أن الكاتب لم يصرح فانا أيضا لن أسهب في الأمر.
ثم بعد ذلك أورد رأي
المفكر الأمريكي أريك(1) عن
زملائه المثقفين: (هناك نهم مترسخ عند كل أصحاب الكلمة تقريباً يحدد نظرتهم إلى
نظام قائم ؛ذلك هو نهمهم إلى الاعتراف بهم و إلى إعطائهم مكانة متميزة تختلف عن
مكانة سائر البشر) بعد ذلك قال القصيبي أنه لا حاجة لتصديق ما قاله أريك عن المثقفين..و
من خلال ما قرأتُ: و جدت بأن أريك يصف حال بعض المثقفين بأنهم يرون أنفسهم بأنهم
أعلى شأنا و يرون استحقاقهم لمكانة رفيعة ,,إن أردنا تطبيق فرضيته على حالة
الشخصيات الثقافية لدينا لوصلنا إلى أنه ما قاله لا ينطبق كليا على تلك الشخصيات,ما
يشعرون به من نبذ أو إقصاء فهذا قد يعتمد على مكانتهم و وضعهم في المجتمع و رأي المجتمع فيهم, تتبين تلك الأمور في عدة
نقاط يتم النظر إليها و هي التيارات المهيمنة, و التيارات المنافسة, و من هم رواد
التيارات و ما هي المبادئ التي يقوم عليها أساس فكرهم و رؤيتهم..ما هي أشكال
النزاعات التي تحصل بينهم. و من الداعمين والمؤيدين. كل هذه عوامل لابد من دراستها
و النظر إليها حتى نتمكن من تحليل كامل و واضح للحالة الفكرية بل و من خلال
التحليل و الإجابة على ما أوردت بإمكاننا أن نتوقع ما يحدث للمستقبل, و تجنب صدمات
و نزاعات قد تصل للصراع!.
ما معنى ثقافة
الثقافة و ما هي الثقافة؟!..كان سؤال كثيرا ما أنظر و أبتكر تعريفات لها و لكن القصيبي
ربما قد حل الأمر فقال في "ثقافة الثقافة": "تلك الروح التي
تصادق الثقافة و تشجعها و تعينها" و "الثقافة" :هي تلك الإبداعات
الإنسانية,التي تتجاوز منهاج التعليم الرسمية, و التي تغني فكر الإنسان بالتسامح,
و تضاعف اهتماماته العقلية, و تطور حسه الجمالي"
ثم يعاود التفصيل في
أصناف المجتمع مع ما يمثله كل صنف فيقول: "نقارب فكرة"ثقافة
الثقافة" عندما نتصور مجتمعين خياليين أو حقيقية أحدهما يعادي الثقافة و
الثاني يصادقها. في المجتمع الأول يلحظ المرأُ أول ما يلحظ رقابة صارمة قاتمة
واجمة تحاول شق الأدمغة عن الأفكار و الصدور عن الإحساس. هذه الرقابة تستمد
شرعيتها من ادعائها أنها الحصن الحصين في وجه الانحرافات الفكرية أو النزاعات
الانحلالية أو الهجمات الاستعمارية...تستمد شرعيتها من تفوق فكري وعقائدي و أخلاقي مزعوم وهمي يحسب أنه يعرف
أكثر من القارئ ما يصلح للقارئ ، و يعرف أكثر
من الأب ما يجوز لابنه أن يقرأه ، و يعرف أكثر من المجتمع كله ما ينفع أو يضر المجتمع
كله" ثم تابع في الشرح حتى قال : " و لا يحتاج أحد إلى قليل أو
كثير من ال1كاء ليستنتج أن الفكر الذي ينمو في ظل رقابة كهذه سوف يكون في مجمله من قبيل المنشورات الايديلوجية الساذجة
في هذا المجتمع الذي تغيب عنه ثقافة الثقافة تنمو ثقافات أخرى كالنباتات الشيطانية
"ثقافة الانغلاق"... المجتمع عدو الثقافة بخلاف ما قد يبدو لأول وهلة ،
لا يؤمن بفكر بعينه، ولا يتبنى نظاما سياسيا بذاته. بوسع هذا المجتمع أن يكون
ثيوقراطيا أو علمانيا يمينيا أو يساريا، ويبقى مجتمع معادي للثقافة. إن نظام
طالبان لا يكاد يجمعه شيء بنظام صدام حسين و مع ذلك فالنظامان ينتميان، بجدارة إلى
قائمة أعداء الثقافة".
إذا المجتمع إن كان
يتسم بسمات الانغلاق و التوجس من الثقافات الأخرى يكون عدوا للثقافة و للإبداع.. و
لعلنا نلمح بأن ليس شرطا أن يكون المجتمع المنغلق ذو صبغة دينية و أن سبب كل هذا الانغلاق من تيار ديني فقد يكون من تيار لا ديني أو تيار
لا يأخذ مبادئه أو توجهاته من دين معين أو معتقد..بل من صياغة فكرية تخص ذاك
التيار المهيمن أو المؤثر.
بعد ذلك أنتقل للصنف
الآخر و هو المجتمع الذي يصادق الثقافة
حيث أردف:" أما المجتمع الآخر حيث تنتشر ثقافة الثقافة،...تقتصر الرقابة
على حماية الثوابت التي لا يُختلف عليها، و تمارس في حدودها الدنيا. يأخذ الفكر ألف
طيف و طيف، لا ينكر طيف على بقية الأطياف حقه في البقاء. يتعامل المجتمع بلا مركب
و نقص أو جنون عظمة ، مع ثقافة الآخرين، يأخذ بسخاء ويعطي بسخاء، يقبل بمودة و يمنح بمودة، ينتقي
بثقة ويرفض بثقة". ثم بدأ يذكر بأن المجتمع المسلم في عهد الازدهار كان
يتمثل بتلك المثل العليا التي هي مقياس للمجتمع المصادق للثقافة
"كان
أبو العتاهية يعيش بقرب أبو نواس دون أن يطلب أحدهما بسفك دم الآخر. وفي بغداد
القديمة عاش شاعر عظيم تخصص في هجاء الدولة، كما يقول، يحمل كفنه أربعين سنة دون
أن يجد من يكفنه فيه.و في بغداد القديمة، كان فكر المعتزلة يحاور فكر أهل السنة
والجماعة في جدلية صحيحة سليمة قبل أن تدخل السياسة ميدان الفكر فتسمم كل شيء. وفي
بغداد القديمة كان طبيب أمير المؤمنين نصرانيا، و كانت كتب الحكمة
يونانية..." كما أورد أنه في
الأندلس العربية كانت تضم ذات يوم ستين ألف شاعرة.
"كيف
الوصول لمجتمع يحتفي بثقافة الثقافة؟...لا أعلق الكثير من الآمال على
وجود مؤسسة حكومية تعني بالثقافة, هذا لا يعني أن أني أعتقد أن و جود هذه المؤسسة في حد ذاته
ظاهرة سلبية بقدر ما يعني أني أعرف الحدود التي لا يمكن لمؤسسة حكومية حتى و لو
كانت مسئولة عن الثقافة، تجاوزه. لقد قامت الأجهزة المعنية بالثقافة في عالمنا
العربي بجهود لا تنكر و لكنها قامت في الوقت نفسه وفي الدول الانقلابية على وجه
الخصوص بتكريس عبادة الشخص و فكر الشخص و عبادة الدولة وفكر الدولة،" "
كل ما أريده هو ألا تكون المسارح مجالا لعرض تمثيليات من تأليف الدولة و إخراجها و
إنتاجها , و ألا تكون دور السينما مخصصة لأفلام يلعب فيها السيد القائد كل
الأدوار".
بعد التفصيل في نوعية
الرافضين للثقافة و المصادقين بدأ يسرد كيف نوجد الثقافة في مجتمع و ركز على البيت
حيث هو البذرة الأولى لثقافة الثقافة,ثم المدرسة ،ثم المجتمع ذلك الكائن الهلامي
المخيف العجيب الذي نسميه العادات والتقاليد.. و هذه الركائز الثلاث قد أشرت إليها في مقالة بعنوان "عقلية
الطفل و الروابط الثلاث" التي ركزت
على أهمية البيت و المدرسة والمجتمع..كانت مصادفة أن نلتقي في هذه الثلاث العناصر.
بهذه الثلاث العوامل
نستطيع أن نكون ثقافة الثقافة ولكن لدى القصيبي أمر رابع و مهما حيث وصل إلى قناعة راسخة و هي أن الطريق الوحيد
للوصول لثقافة الثقافة يمر عبر بوابة
أسمها الحرية. "لنحلم معا بمجتمعات تؤمن بثقافة الحرية التي تقود بحتمية
لا مناص منها إلى ثقافة الثقافة"
أخيرا أورد العواقب
التي تتسبب بها الرقابة الغير رسمية قال: "إن الرقابة غير الرسمية ما تكون
أشرس و أقسى وأعنف من الرقابة الرسمية
,ذريعتها في ذلك طابعها التطوعي, والفضولي هي الكلمة الأدق.
إن
البلابل لا تغرد و هي سجينة الأقفاص و المياه لا تعزف سيمفونية الخرير وهي حبيسة في الخزانات(أو قوارير المياه
الصحية) و الأغصان لا تشنف الآذان
بالحفيف وهي مشدودة إلى الجذوع".
(1)اريك هوفر (21 مايو 1983 25 يوليو
1902) فيلسوف الأخلاقية والاجتماعية الأمريكي
_______________________
أما حول موضوعه"حوار حول الحوار"
فقد أشاد بالحوار و بمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني و أوضح بأن "الهدف
من الحوار هو تعويد مجتمع لم يتعود على لغة التسامح التعددية على الحديث بهذه
اللغة. والسبيل هو أن يبدأ الحوار في دائرة صغيرة تحت مظلة المركز ثم تتسع
الدائرة فتشمل وسائل الإعلام, ثم تتسع
فتشمل البيوت و المجالس ثم تتسع فدخل المدارس والجامعات .باختصار شديد ،هدف المركز
هو إنشاء ثقافة للحوار تصبح جزاءاً لا يتجزأ من حياة المجتمع اليومية" ثم
استنكر على الذين يرون المركز بأنه القناة الوحيدة أو الأساسية لصنع القرار في
المملكة و يتوقع بأن توصيات الحوار تتحول إلى قرارات.
____________________________________________________
____________________________________________________
"نحو استراتيجية موحدة لمكافحة البطالة"
محاضرة ألقيت أمام
جمعية الاقتصاد السعودي 2005م
كانت القضية الشائكة
هي تزايد البطالة في السعودية مع ازدياد في نسبة الاستقدام فكان حل القصيبي هو الإقلال من نسبة الاستقدام..ولكن سرعان ما
قُبل هذا القرار بالاستياء من الكتاب.
القصيبي لم يكن يعمل لإقلال
من استقدام العمالة بل كان يخطط للبديل وهو انخراط الشباب السعودي في العمل و
تدريبهم و تهيئتهم حتى يتم سد العجز.
هذا ملخص محاضرته التي أوردها في الكتاب.
_______________________
"مدرسون في حياتي"
محاضرة في اللقاء
الثاني عشر لقادة العمل التربوي بمكة 2004م
فيه الكثير من ذاكرته
و مواقفه مع المدرسين في المراحل الثلاث, ولكن كان له نقاط و رأي في هذا الأمر حيث قال "أرى أن تأثير
مدرس ما قبل الجامعة على خطورته لا يبلغ عشر معشار تأثير مدرس ما قبل الجامعة و
السبب بسيط :عقل الصبي صفحة بيضاء يستطيع
المدرس
أن يملأها بما يريد. أما في المرحلة الجامعية فإن الصفحة تتحول إلى صفحة مليئة
بالتجارب غثها وسمينها لا يستطيع المدرس الجامعي بالغا ما بلغ تأثيره أن يغير
مسارا أو يوجد ثقة أو يخنق طموحا أو يقضي على موهبة."
ثم بعد ذلك ذكر أربع
سمات للمدرس النجاح و هي :
-عشق المادة التي
يدرسها
-محبة الطلاب الذين
يدرسهم
-القدرة على التواصل
-التسامح الفكري
__________________________
"التجديد في شؤون الدين والدنيا"
محاضرة ألقيت في مسقط عام 2005م
محاضرة ألقيت في مسقط عام 2005م
لاشك بأن أي نظام و
أي منهج فكري أو معتقد لابد له من التجديد
توافقا مع العقلية البشرية التي تتطور و
تتغير كل جيل..فلكل جيل عقليته و نظامه و تفكيره, و لا بد من التجديد ما دامت الأجيال
تتغير.
هنا القصيبي يظهر
أهمية التجديد في أي شيء و يعرض الاستجابة لهذا التجديد من المجتمع
فيقول" إذا
كان التجديد في الموروث الديني يقابل عادة الرفض، فمراجعة الموروث الحضاري
بالموروث تقابل-بدورها-بردود أفعال رافضة. كثيرا ما يختلط الموروث الحضاري
بالموروث الديني على نحو يجعل من الصعب التفرقة بينهما، و هنا تصبح مقاومة التجديد
في نظر المعارضين واجبا دينيا لا يختلف عن الدفاع عن الدين نفسه."
"التجديد
المطلوب في رأيي هو الذي يتجاوز أراء المذهب التي ينقلها فقيه, و يستنسخها مجلد عن
مجلد, و تسافر من حاشية إلى حاشية, التجديد هو الفكر الذي يقفز فوق هذا كله ليعود
إلى المنبع الأصلي, و منبعنا الأصلي كما يعرف كل مسلم هو القرآن الكريم و السنة
المطهرة."
ثم بعد ذلك أورد أهم
المفكرين الذين سعوا للتجديد وذكر منهم ابن حزم الأندلسي و أورد أيضا تعليق محمد
أبو زهرة(1) حول ابن حزم, و محمد أسد الذي كان يهوديا ثم أسلم و الذي
اقتبس منه القصيبي هذه الجمل ( إن كثيرا من الاستنتاجات الشخصية للفقهاء لا تعدو
أن تكون انعكاسات لزمن معين...-كتاب رسالة
القرآن-)
أما في الموروث التاريخي و التجديد فيه , قال"يجب أن ندرس
تاريخنا من الجديد و نحلله بموضوعية لندرك أنه لم يكن سجلا من الفتوحات الرائعة و
الانتصارات المجيدة فحسب، كما نعلم طلابنا في المدارس ,بل تضمن, بالإضافة إلى
صفحاته المضيئة العديدة, صفحات مظلمة تضمنت إهدارا لآدمية الإنسان المسلم و سحقا
لكرامته. في تاريخنا كتب أحرقت, و علماء جلدوا , و مفكرون صلبوا لأن أصحاب الموقف
لم يتفقوا و لو في جزئية صغيرة مع تفكير السلطة الحاكمة " ثم تابع في نقد
التاريخ فقال" ألحظ و لعلكم تلحظون معي أن تاريخنا المكتوب في جملته سرد
يكاد يخلو نهائيا من التحليل, كما في غالبه تاريخ حكام أفراد...لقد ارتبط
تاريخنا بالأفراد ارتباطا وثيقا دفع بعض الباحثين الغربيين إلى القول أن تاريخ
الأمة العربية لا يعدو أن يكون تاريخ
أفرادها البارزين"
(1) محمد أحمد مصطفى أحمد المعروف بأبي زهرة، عالم ومفكر وباحث
وكاتب مصري من كبار علماء الشريعة الإسلامية والقانون في القرن العشرين
_________________________
"القمة العربية..سأعلق الجرس"
مقالة نشرت في جريدة الشرق الأوسط العدد 8145 عام 2001م..
مقالة نشرت في جريدة الشرق الأوسط العدد 8145 عام 2001م..
تطرق القصيبي إلى المشاكل و الخلافات بين الدول العربية و كيف كانت
بعض الدول مرتبطة بجارتها و لكن سرعان ما دب الخلاف ثم تهششت العلاقة و ذكر
الكثير من الأمثلة. لكن ما حير القصيبي هو
خلاف الحدود الأبرز. فقال" لا يوجد ركن من أركان الأمة العربية إيمان راسخ
ثابت بأن الدول القائمة مقدسة لا تمس. وهنا
يتضح السر ...معضلة الخلافات الحدودية العربية. عندما تختلف فرنسا و بريطانيا على حدود لا نجد في
الخلاف ما يمس أيا من الكيانين القائمين, أما الخلافات العربية الحدودية
فمعظمها و أوشك أن أقول كلها ,يلمس بصفة
أساسية جوهر الكيان القائم."... ثم تحدث بأن حال بعض الدول العربية تعتبر
جارتها العربية أخطر من الكيان الإسرائيلي....أخيرا آمَل من سادته القادة أن يصيغو
"ميثاق يقول: إن الدول العربية القائمة. بصرف النظر عن حجمها وكيفية
قيامها.موجودة لتبقى ولا يجوز المساس بها
على أي نحو, و لا يجوز أن "تُضم" أو "تٌوحد" إلا بإجراءات
دستورية يعترف العالم كله بشرعيتها. أكِّدوا في الميثاق بأنه لن يسمح بعد اليوم
لدولة عربية أن تأكلها جارتها, أو أن
تضمها في وحدة " من صنع الضباط" ."
ختاما ...هذه المواضيع التي جذبتني كثيرا.. و بقية المواضيع فيه إما
قصائد أو رسائل...لم أجد فيها أفكار أو قضية..
أحببت أن أنقل لكم ما جذبني لهذا الكتاب مع بعض التعليقات اليسيرة .
أحببت أن أنقل لكم ما جذبني لهذا الكتاب مع بعض التعليقات اليسيرة .
تعليقات
إرسال تعليق