المسلسلات وأزمة النص
سيقبل شهر رمضان محمل بأنواع المسلسلات الخليجية . فقد تميز هذا الشهر من ناحية إعلامية بمسلسلاته منذ أن بدأت تزدهر و
تتطور تقنية الإعلام المرئي.
بدأت تزدهر القصص المرئية(الممَثلة)التي تحاكي أحوال المشاهدين و
تتلمس قضاياهم ليكون أول بوابة لإظهار حالة المجتمع الخليجي اتجاه قضاياه إعلاميا, لم تكن بدايات
المسلسل بتلك الكثافة و الجودة في التصوير حيث كان يغلب عليه طابع اللون الأسود و
الأبيض و الصوت المصحوب بشوائب, و مع ذلك فقد نجح نجاحا باهرا في إبراز الهدف من
المسلسل!.
مع بداية التطور التقني لإنتاج
تلك المسلسلات بأقل نسبة خطأ في التصوير والإخراج حتى ساهم في الكثافة من الإنتاج
حتى بدأت مكتبات الإنتاج المرئي للقنوات تزخر بالكثير من الدراما المتعددة
التوجهات. حتى أصبح هناك ارتواء وتشبع منها حيث أنها لامست جل القضايا و حققت كافة
أهدافها.
منحنى خطر !
أو ما أسميها
بالانتكاسة في جودة المسلسل حيث أن ما نلاحظه من طرح لهدف المسلسل بدأ يتجه إلى
الركاكة في الأداء والأسلوب والتنطع في الإخراج. مواضيع المسلسل أصبحت تهتم بأمور أقرب للسخافة ؛لأن تكريس الإنتاج في أعمال درامية عاطفية
مليئة بقضايا تخيلية غير موجودة على أرض الواقع تبدو أقرب للسخافة و الكثير الكثير
من"التغنج" لدى الممثلات -فهذا بحد ذاته يمثل سقطة بحق المسلسل-.
يكرس الكاتب جهده و
يعصف ذهنه و لا ينتج من ذلك سوى (كف,,طلقني,أنتِ طالق, تطلقني؟!,تحبني؟!) هذه الكلمات الست أصبحت متلازمة الدراما الخليجية الحديثة
خاصة بالإنتاج الكويتي , وقد خصصت على الإنتاج الكويتي لأن منبع الفن المرئي و
الانتاج الفني الكثيف صادر من شركات الإنتاج الكويتية التي هي بمثابة المحرك و
المؤثر على بقية شركات الإنتاج في الخليج.
المشاهد يُصاب بالاشمئزاز عندما يشاهد مسلسل مليئ ب"دلع" عالي
الحموضة لدى الفتيات الممثلات و يزيد الاشمئزاز عندما يكون هدف المسلسل هو حكاية
قصة فيه الكثير من المبالغة في السيناريو و إظهار المشاعر سواء الحزينة أو السارة.
يرتكز نجاح أي مسلسل
على "الكاتب" فما نراه على التلفاز من مشاهد مكررة و مملة لهو نتائج
تخبرنا عن مدى فشل الكاتب .و جفاف منابع الأفكار الجديدة لديه مما يجعله يساير من
خلفه في الكتابة؛لذلك تجد مشاهد "الكلمات الست" متكررة في كل مسلسل.
فالكاتب الناجح هو الذي يساير رغبات أغلب الجمهور و يحاول أن يلفت انتباهم لتسلسل
الأحداث في القصة و ألا يبالغ كثيرا في عواقب قضيةٍ ما. يفكر بفكرة جديدة للبداية وللنهاية خالية من المشاعر التي فيها مبالغة
في إظهارها مما يسبب تضجر لدى المشاهد.
الوطن يوم 23 - 06 - 2014
الوطن يوم 23 - 06 - 2014
تعليقات
إرسال تعليق