الورد في العلوم الانسانية


احتل الورد قيمة أدبية عند القصاص و
الشعراء ، حيث تكمن العاطفة التي تُعَد المسوغ الأول للكاتب ، و الدافع القوى للنظم القوافي  و النص النثري .

لقد ترجم الأدباء مشاعرهم تجاه خلانهم بما في الورد من خصائص ، كخطاب  العماد الأصفهاني للورد و يشكو شوكه :قلت للورد ما لشوكك يُدمي
كل ما قد أسوته من جراحي
قال لي هذه الرياحين جند
أنا سلطانها وشوكي سلاحي

 أما أبو دلف فقد أخذ من ذبول الورد بعد قطفه كود بعض أصحابه  حيث قال :
لا خير فيمن لا يدوم له عهد
أرى ودكم كالورد ليس بدائمِ
بينما من زاوية أخرى تعبر عن ذبول الورد فإني أسقط الوفاء على ذبول الورد ، و لعل هذا ما يميز الورد حيث يحتمل عدة اوجه في اسقاط صفة عليه.

لم يكتفي الورد بأن يكون فاتحة النصوص ، لقد فرض وجوده في علم النفس حيث صنف علماء النفس بعض السلوكيات بالنرجسية"الانانية" و هذا ما استوحوه من تصرفات نبات النرجس الذي يرفض ان يشاركه احد في معيشته!. و في سبب التسمية تقول الاسطورة اليونانية أن الشاب نركيوس كان  مغرورا بنفسه فحين دن للماء رأى زهرة بدل من صورته فمات !. و يقودنا هذا الحدث أن للورد صلة بالاساطير التاريخية أيضا.

و في حضارات الأمم : الفرس لا يحبذون الورد الأحمر حيث أنه شبيه بالدم  ، بينما الرومان يعتبرون الورد الابيض بداية لصفحة جديدة من حياة الشاب حين زواجه.

الورد حسن  المنظر رقيق الملمس طيب الرائحة ، فمن أحبه اكتسب رقة الكلام و أناقة المنظر و سمعة حسنة ، و ليطمأن من صاحب محب للورد ،فحامل الورد لا يؤذي أحدا ، ولا يكره ، فيه من الوفاء الكثير، لا يمكن من يحمل وردة  أن يكون ظلاميا متشائما ، احملوا الورد و اهدوه لمن تحبوا ففي ضموره  درس لمعنى الوفاء!، و رائحته شاهد على التضحية!.


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قراءات في "باي باي لندن" لـغازي القصيبي

التفاحة الفاسدة*

شمس الموتى