زاوية أخرى للفساد
زاوية
أخرى للفساد*
المسئول و الوزارة هم
الفساد ، عبارات كثيراً ما تتردد على ألسنة المجتمع وزوايا الكتاب
.فأصبحت نظرتنا إلى هذه الكلمة تقتصر على المسئول دون مجتمعنا
حيث إننا استخدمنا هذا المصطلح بالمعنى المعوج ، و تناسينا تقصيرنا في أمور
مهمة اجتماعية. فلم نستنتج قضية مجتمعية هامة وهي الفساد الاجتماعي والفساد الأسري
والفساد الفكري .
قضية الفساد
الاجتماعي ، أصيبت بالتوحد فلا تطرح هذه القضية على طاولة النقاش
بالرغم من أهميتها في إصلاح المجتمع و إنباته نباتا حسننا,والفساد
الأسري أصبح كالحبر في قلم مغطى, رغم أن الأسرة هي اللبنة الأولى في المجتمع
ويكمن صلاح المجتمع في صلاحها .
إننا نفسد أنفسنا
بمخالفتنا للقوانين,و نتغاضى عن بعضنا في المخالفة لعدم الشعور بالمسئولية
الدينية والوطنية و الاجتماعية حيث أصبحت أصابع الاتهام لا تشير إلا إلى المسئول و
نبدي استياءنا من تقصيره و نتناسى جوانب التقصير في حياتنا رغم أن كل فرد
منا يتحتم عليه أن يكون هو المسئول عن إصلاح محيطة من كافة الجوانب بالأخص
الأخلاقية .
الإعلام لدينا هو من خلق الرؤية
الضبابية على محاسبتنا أنفسنا قبل توجيه أصابع الاتهام ؛ كونه الملفت
للتوجهات و المحرك للأفكار والآراء والمؤثر القوي على المجتمع ، حيث أهمل القضايا
الاجتماعية خاصة الأخلاقية و بدأ ينتقد المسئول في كل صغيرة و كبيرة مترقب لقضية
عن المسئول حتى يكسب صدى في طرحه ، والقارئ للصحف لم يعد ينظر للقضايا الأخلاقية و
الاجتماعية التي تسهم في الارتقاء بالخلاق و الفكر بقدر ما ينظر في القضايا
و الأخبار التي تكون مطعّمة بالنقد على أي جهة ، فتستغل الصحيفة هذا الجانب حتى
يكون لها صدى أكبر .
فيجب على رجال الصحافة و الإعلام
التقليدي و الجديد أن يضعوا كل مصطلح في محله ولا
ينظروا إليه نظرة عوراء حتى يزداد الوعي بين المجتمع و أن نهتم بكافة
القضايا دون إبراز قضية عن قضية حتى و إن كانت تلك القضية لا تستهوِ أغلب القراء ،
فرب قليل يؤثر على كثير.
حصل هذا المقال على المركز الأول في مسابقة"الكاتب الواعد" بإدارة التعليم بالباحة لعام 1435هـ
تعليقات
إرسال تعليق