غروب القرية
لقد اختفت هتافاتٍ كنا نسمعها قُبيل المغرب, و كانت رائحة الغنم تعبر المساريب , خوار البقر , صوت القبس , و الدواخن التي تنبعث من بيوت الحجر. منذ زمنٍ لم أسمع سُعدى تنادي ابنها عائض لمراح الغنم, و منذ زمن لم يتحايا أفراد القرية بأصواتهم ذاك على سفح الصافح يرعى قطيع غنمه و هذا ببطن الوادي يهندس الثرى و يزرع الارض. القرية كانت دولة بكل معانيها , العريفة و الموامين , حِماها , و شِعابها , غابرتها و ركائبها , وديانها و خلجانها, شعبها و نباتاتها و حيواناتها , حِرَفيوها و كهي لها و شيبانها , شبابها و رجالها, فتياتها!.. كل يوم تنتج هذه المكونات رواية!. منذ بزوغ الفجر و حتى مغيب الشمس , و أيضا الليالي الطوال الباردة على مرضاها و جِياعها, لا أبالغ إن قلت حتى سواعد الرجال التي بها أثر الحجارة ستكون رواية , أو الشيب الذي استوطن مفرق رؤوس شيوخ القرية. حدثني عن عاداتهم و تقاليدهم في تعاملهم مع الأرض . عن رقصاتهم و شدوهم...