تنظيم المستثمرين الزراعين بالباحة*

     مما يشعرني بالبهجة أن منطقة الباحة تستغل ثروتها الزراعية و تنتج ما باركه الله من ثمر و خضار. لقد عادت الباحة تدريجيا لمصاف المدن الزراعية مثل ما كانت بالماضي و فق طرق حديثة للري و الانتاج و التسويق.
في الماضي حين كان ابن الارض يزرعها و يحصدها تزداد بركاتها و إن كان الانتاج قليلا، لأن "البيت ما يبنيه غير حصاته" . تجد أن المزارع يمتلك التفنن في كيفية الحصول على الانتاج دون أدنى خسائر و هتك لصحة البيئة . كما أنه أدرى في حدود الأرض و يستشعر أهميتها ولا يمكن أن يتعدى عليها.

     الآن الباحة تزدهر و بارك الله ازدهارها ، و لكن ازدهارها يندرج تحت الفوضى لاسيما و أن المستثمرين الآن من جنسيات وافدة . يهمها كسب مالها دون الاكتراث لمخلفاتهم البلاستيكية و الكيميائية التي تلوث البيئة و تشوه جماليات الأراضي بالباحة . المستثمر الأجنبي يهمه الربح فقط إن كان في غير أرضه حتى لو كان على حساب صحة البيئة.
لا نلقي اللوم على المستثمر فحسب ، بل على مالك الأرض الذي تركهم يلعبون بها دون عقود و اشتراطات سوى النسبة من أربحاهم!. أما تنظيف الأرض بعد انتهاء المحصول و التخلص من المخلفات البلاستيكية ليست من أولويات المالك.

     و مع ما أوردت من سلبيات حول تأثير المستثمر الزراعي و المالك نضيف إليها عدم التنظيم في الانتاج مما يتسبب في بخس المنتوجات أو الكتفاء التام منها مما يسبب بانخفاط حاد في القيمة أو خسارتها بالكامل .

     ما أود قوله أن المستثمرين الفرديين في الباحة بحاجة لتحويلهم منشآت صغيرة أو إلى جمعيات تعاونية ،و الاشراف على كافة الأعمال الزراعية من قبل وزارعة الزراعة و تنظيم المحاصيل الزراعية.
كما أرجو من الأخوة ملاك الأرضي الاتفاق مع المستثمرين وفق عقود و اشتراطات صارمة تصب في مصلحة البيئة و عدم التهاون في نظافة الأراضي الزراعية .


*أنباء الباحة

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قراءات في "باي باي لندن" لـغازي القصيبي

التفاحة الفاسدة*

شمس الموتى